يقول صاحب
كتاب البديل الإسلامي يأخذ التأثير الذي
يسببه السحر في المسحور ثلاثة أشكال
:
1_ التأثير الخارجي :
يشعر المسحور
في هذه الحالة بأشياء يراها ويسمعها وتوقظه من نومه وتحرك سريره ، وتخيفه ، وفي هذه
الحالة تكون الشياطين المحدثة للسحر خارج جسم المسحور
.
2_ التأثير الداخلي :
يكون تأثير السحر في هذا النوع من داخل الجسم
ويحدث هذا عندما يكون خادم السحر متسلطا على الجسم ، يقول صلى الله عليه وسلم
إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الانْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ.
3_ التأثير المشـترك :
يكون تأثير
السحر خارجياً وداخلياً.أ.هـ.
تأثير السحر يكون موجها في المقام الأول إلى المراد سحره فقط
ولكن في بعض حالات السحر يكون التأثير من
القوة بمكان بحيث يتأثر المسحور والناظر إليه
والسحر الذي يحدث تأثيره في المسحور وحده نسميه
سحرا لازما .. أما إذا أثر في المسحور ومن ينظر إليه أو من يقيم معه فإنه
يكون سحرا متعديا
.
السحر المركب ( المعقد )
: في بعض حالات السحر تصل
القسوة بالساحر لدرجة أن يسحر الجن الذي سيقوم بإحداث الضرر في المسحور ، وفي هذه
الحالة يسمى السحر مركبا لأن السحر عمل مرتين ، مرة للجن ومرة للإنس .أ.هـ.
تتوقف مدة
تأثير السحر على المسحور من بعد إذن الله تعالى على أمرين :
1) معرفة الساحر لأصول السحر .
2) الشرط والفترة التي اتفق عليها الساحر وطالب السحر .
3) سلامة مادة السحر من التلف ولذلك تغلف السحرة مادة السحر بأغلفة تحفظها من التحلل والتلف كالأوراق والاقمشة حتى لا تبطل ويتوقف تأثيرها .
وعموما يوجد
من السحر ما يستمر مفعوله لبضعة أسابيع أو بضعة أشهـر ثم يبطل إلا إذا تكرر العمل
، ويكون تكرار العمل إما عن طريق طالب السحر أو عن طريق الساحر نفسه ، ومن السحر
ما يستمر حتى موت المسحور . أما بالنسبة لمدة علاج وشفاء المسحور من السحر ، فلا
يوجد في علاج الأمراض عموما مدة معينة للشفاء ، لأن الشفاء بيد الشافي سبحانه
وتعالى ، ولكن من خلال الاستقراء والمتابعة والتجربة يلاحظ أنه في الغالب إذا كان
السحر قديما فمدة العلاج تكون أطول ، وانهماك المسحور في المعاصي من شأنه تأخير
فترة العلاج ، إذا كان في جسد المسحور عددٌ من شياطين السحر هذا من شأنه أيضا
تأخير فترة العلاج ، وشياطين السحر في الغالب من الشياطين المتمردة المتفلته من
الكفرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، وقد يكون الساحر أخذ العهد عليهم
بأن لا يحضروا ولا يتكلموا ولا يخبروا عن مكان السحر ولا عن اسم من عمل السحر، بل
أن بعض السحرة لعنهم الله تحصن شياطين السحر ببعض العزائم والدعوات الكفرية التي
تجعل خادم السحر يتحمل أطول مدة ممكنة
وكذلك الحال بالنسبة للسحر نفسه فبعض السحرة تدعمه بالأحجبة والأغلفة والرصد فيكون
أكثر تعقيداً .
لذلك أرى والله أعلم أنه ينبغي على المعالج أن
يقرأ على المسحور بنية إبطال السحر مع تكرار قراءة آيات السحر على المصاب والآيات
التي في مضمون معناها تعاكس أوامر السحر وبذلك يكون المعالج قد أصاب عدة مصالح :
1.
إبطال السحر أو بعض عقـده وبذلك يجـد المسـحور خفـة وراحة بعـد
كـل قـراءة .
2.
تعذيب وحرق شياطين السحر ولـو لم ينـوي المعالج ذلك حيث أن
خادم السحر يتعذب عند قراءة آيات السحر أو القراءة بنية إبطال السـحر ، وعند تحرك
السحر وعند تفكك السحر وعند استفراغ السحر.
3.
فـك ربط وسـحر شيطان السـحر فيتحرر من قيود السـحر . إن السحر
إذا كان شديداً فإنه يكبت الموكل بالسحر ، فيكون مقيد ومكبل بعقد السحر فيحول بينه
و بين سهولة الحضور ، ولا يكون هم الموكل بالسحر في هذه المرحلة إلا تنفيذ أوامر
السحر .
4.
المحافظة على الوقت وعدم إضـاعته بقراءة آيات العذاب والهلاك
والمـوت والحرق التي يقتصـر تأثيرها والله اعلم على الشياطين دون السحر .
5.
السحر يحكم على خادم السحر بكراهية المسحور حتى لا يرحـمه
ويبالغ في أذيته ، وفي إبطال السحر المركب أو بعضه تخفيف على المسحور .
6.
إذا ما ضعف السـحر قل عناد الشيطان الموكل بالسـحر وكان
التعامل معه أيسـر.
7.
عدم إظهار التحدي واستثارة الشيطان. وإنه من الأمور المهمة مراعاة نفسية المريض وإنك إذا ما تعاملت مع الجان
بطريقة التحدي والإهانة والحرق والتعذيب فإنه سوف ينزعج ويتأثر نفسياً ثم يطابق
نفسيته مع نفسية المريض ، فيخرج المريض منك وهو متعب النفسية ويبقى على هذه الحال
لعدة أيام ، ما لم يقرأ عليه ويصرف الجان عن نفسيته.
8. عدم تفلت الشيطان والانتقام من المريض .
9.
ترغيب المريض على مواصلة الرقية .
10. تجريد الشيطان من
السلاح الذي يستطيل به على المريض ( السحر ).
أحيانا يتطلب الحال إلى القراءة بنية الحرق ، حيث أنني لاحظت
كثيراً من الشياطين تخرج السحر عند آيات العذاب حتى لا تهلك ، أو لشدة العذاب لا
تستطيع السيطرة على السحر ومنعه من الخروج ، وكذلك يُقرأ بنية الحرق في حالة
تمرد وتفلت الشياطين على المصاب بشكل لا يمكن الصبر عليه ، أو في حالة متابعة
الساحر وتحديه للمعالج وتجديده للسحر ، ففي هذه الحالة تكون القراءة والدعاء
والتضرع بأن يهلك الله الساحر وقواته من المردة والعفاريت ، ولكن إذا كنت تريد حرق
الشيطان فينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة ولا تكون قرب موعد للصلاة حتى لا تتوقف
عن القراءة ، لأنه في الغالب يحتاج الراقي إلى بضع ساعات لتعذيب وحرق شياطين السحر
، فاختر الوقت المناسب بحيث لا تخرج من الجلسة إلا وقد هلك كل جبار عنيد بإذن الله
تعالى ، وأرى أن لا يقرأ على المسحور بنية تعذيب خادم السحر في بداية العلاج وذلك
أن الشياطين قد تتفلت على المسحور وتؤذيه لسببين ، الأول أنها تعمل بدافع السحر
ومع القراءة يتبيغ ( يهيج ) السحر فيكون تأثيره أشد ، السبب الثاني أن خادم السحر
لم يضعف بعد والله أعلم .
ومن الملاحظ أن المصاب بالسحر في الغالب لا
يستجيب للعلاج بسرعة ويعود السبب إلى تأثير الشياطين على المسحور بعدم اتخاذ
الأسباب بالصورة الصحيحة وربما لقوة السحر أو لضعف يقين الراقي وكل ذلك بأمر الله
تعالى ، وتتحسن حالة المسحور بصورة غير ملحوظة للمسحور نفسه في بداية العلاج ، بل
الثابت بالتجربة أنه في كثير من حالات السحر يعاني المسحور من زيادة في الأعراض في
الأسابيع الأولى من العلاج ، ولكنه سرعان ما يشعر براحة نفسية ثم تتدرج حالته في
التحسن ، فينبغي في حالة السحر أن نقارب بين الجلسات حتى يأذن الله بالشفاء، وجميع
أنواع السحر تبطل بإذن الله تعالى إذا اتخذت الأسباب الشرعية الصحيحة ، يقول تعالى
: } فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ
مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ
يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ{ ، ولقد
أبطل الله سبحانه وتعالى سحر كل ساحر عليم في زمن موسى ، فما بالك بسحر سحرة هذا
الزمان
.